تخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماء بعد عناء.

أصبحت المياه ، وهي العنصر الأساسي للحياة ، سلعة نادرة وثمينة في مدينة عدن ، خلال الثمان الأعوام السابقة ومع استمرار الصراع في اليمن وغياب أعمال الصيانة الدورية لمشروع المياه في المدينة وكذا ازدياد أعداد النازحين الوافدين إليها إضافة إلى زيادة أعداد السكان والبناء العشوائي أدى إلى انخفاض منسوب المياه في المدينة بشكل كبير وعدم وصوله الى شريحة كبيرة من المواطنين في المحافظة بل وانعدامه في كثير من أحياء عدن وأدّى ذلك إلى اعتماد السكان على شراء المياه من خلال الصهاريج المحملة على الشاحنات "الوايتات"، إذ يصل سعر صهريج المياه سعة 5000 لتر إلى نحو (12,000) ريال يمني؛ ما يُعادل تقريبًا (10) دولارات أمريكيّة.

وهنا يختلف ما تستهلكـه الأُسَر من الميــاه، وفقًا لمعدّل اِستِخدامها له بحسب حجم وعدد أفراد الأسَر، وهذه الطريقة متاحة فقط لميسوري الحال والمقتدرين من السكان، خصوصًا إذا ما وضعنا في الاعتبار ما تؤكّده التقارير بأنّ أكثر من ثُلثي اليمنيّين ممّن يعيشون في فقرٍ مدقعٍ لا يستطيعون تحمّل نفقات شراء المياه الباهظة، وهو ما ينعكس على كُلّ مناحي حياتهم بالتأكيد. 

نجاة محمد سالم احدى المواطنات الساكنات في مديرية كريتر بحي العيدروس ، نجاة وأبنائها يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة مع ندرة المياه المتزايدة التي تهدد حيهم السكني بأكمله ,لقد تسبب الوضع في خسائر كبيرة على نجاة وعائلتها كل يوم ، يجب عليهم اتخاذ القرار الصعب بتقنين المياه المحدودة التي لديهم والتضحية باحتياجاتهم من أجل البقاء ولا بديل أمامها سوى شراء المياه من السوق المحلية ، وهو مكلف وغالبًا ما يكون غير موثوق به وظروفها المادية لا تسمح لها بشراء المياه بشكل مستمر فتضطر للإستغناء عن بعض احتياجاتها الأخرى في سبيل توفير المياه

تقول نجاة أنها منذُ أكثر من خمس سنوات لم تدخل قطرة ماء الى بيتها من مياه المشروع العام للمدينة وكل اعتمادها على شراء المياه من السوق المحلي .

كان هذا هو حال نجاة وحال الكثير من سكان محافظة عدن الذين  يدعون الله كل يوم ان يبدل الله حالهم الى أحسن حال.

 

نفذت التواصل للتنمية الإنسانية حفر عشر آبار ارتوازية استبدالية مع محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بقوة 610 كيلووات مع شبكة خوط كهربائية لضمان استمرارية تدفق المياه بحقل بئر ناصرالحقل المغذي لمياه محافظة عدن هذا المشروع يغذي مدينة عدن يوميا بـ 17,280,000 لتر ويغطي مانسبته 30 % من احتياج المياه بعدن المشروع جاء بتمويل من الجمعيـــة الكويتيـة للإغـاثة وبالتنسيق مع السلطة المحلية والإدارة المحلية للمياه والصرف الصحي.

تقول نجاة " لم نعد نسمع صوت وايتات الماء كثيرا في حينا فقد وصلت المياه إلى أغلب الساكنين في الحي " في الحقيقة كنا قد أصابنا اليأس من تحسن المياه لان وضع البلد كل يوم في تدهور ، الحمدلله اليوم أصبحنا نتفرغ لأعمالنا الأخرى بدل الانشغال بالبحث عن المياه ، حي العيدروس هو واحد من العديد من أحياء مدينة عـــدن التي أصبح يصلهـا الماء بعد انقطاع دام خمس سنوات.