من قلب المعاناة إلى شمس الأمل
محمد إبراهيم عفاش: من قلب المعاناة إلى شمس الأمل
في إحدى المناطق النائية في بئر أحمد بمحافظة عدن، اليمن، يعيش محمد إبراهيم عفاش مع عائلته المكونة من خمسة أفراد في بيت متواضع من القش وسعف النخيل. هذا البيت البسيط يعكس الواقع القاسي لعائلة تكافح من أجل البقاء في ظل ظروف مادية صعبة. والد محمد يعمل في جمع العلب الفارغة من بين النفايات ليؤمن لقمة العيش، بينما تواجه الأسرة صعوبات هائلة لتلبية احتياجاتها الأساسية.
محمد، الطفل الأصغر في العائلة، وُلد في هذه الظروف القاسية. منذ ولادته، لم يكن محمد يتمتع بصحة جيدة. جسده الهزيل والضعيف يعكس تأثير سوء التغذية الحاد الذي تعرض له نتيجة نقص تغذية والدته أثناء الحمل وبعده نتيجة الأوضاع المادية الصعبة للأسرة. كان محمد يعاني من أمراض متكررة؛ حمى متواصلة، ضعف عام، وبكاء مستمر، وكأن جسده الصغير يصرخ طلباً للمساعدة. الأسرة، المنهكة نفسيًا وجسديًا، كانت عاجزة عن توفير الرعاية الصحية أو الطعام الكافي لطفلها المريض.
أشهر مرت ومحمد يزداد ضعفًا، ووالدته تشعر بالعجز كلما نظرت إلى عينيه. الألم والحزن خيما على العائلة. في كل مرة يمرض فيها محمد، كانوا يتساءلون: "هل سيعيش هذا الطفل الصغير؟". بدا أن كل باب مغلق في وجههم، والأمل كان يتلاشى يومًا بعد يوم.
في لحظة مليئة باليأس، وصلتهم أخبار عن مركز علي الصحي المدعوم من مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية، الذي يقدم رعاية مجانية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. كان هذا هو الضوء الوحيد في نفق الظلام الذي كانت تعيشه الأسرة. بدون تردد، قامت والدة محمد بأخذه إلى المركز، حيث استقبلتهم العيادة المختصة بعلاج سوء التغذية بترحيب ودعم لا يوصف.
خلال الستة أشهر التالية، خضع محمد لبرنامج علاجي مكثف. تم تزويده بتغذية علاجية متوازنة وفحوصات دورية تحت إشراف طاقم طبي متخصص. كانت هذه الفحوصات والرعاية الطبية تشكل جزءًا حاسمًا من عملية استعادة صحته. أم محمد كانت تزور المركز بشكل منتظم، وهي تراقب كيف يتغير ابنها ببطء ولكن بثبات. يومًا بعد يوم، بدأ محمد يستعيد قوته، وبدأت الابتسامة تظهر على وجهه الصغير.
اليوم، محمد مختلف تمامًا. تحولت صحته من حالة ضعف شديد إلى حيوية وسعادة. الطفل الذي كان يومًا ما على حافة الموت أصبح الآن قادرًا على اللعب، الضحك، والنمو مثل أي طفل طبيعي. عائلته لا تصدق التحول الذي حدث، وهم ممتنون لكل لحظة حصلوا فيها على الدعم والمساعدة.
قصة محمد ليست مجرد قصة طفل نجا من سوء التغذية، بل هي شهادة حية على قوة العمل الإنساني والتأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه في حياة الناس. الدعم الذي قدمته مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية لم يكن فقط لإنقاذ حياة محمد، بل أعاد الأمل إلى أسرة كانت تغرق في اليأس، محمد من بين آلاف الأطفال الذين عالجهم برنامج علاج سوء التغذية الذي تنفذه مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية في 6 مراكز طبية في 5 محافظات يمنية.