تخطي إلى المحتوى الرئيسي

عودة الى الحياة

من المحزن رؤية طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره جلده ملتصق بعظامه اعياه المرض وأنهكه فنهارت قواه وعجزت عائلته عن علاجه كونها اسرة نازحة والنازح في المخيمات بالكبير يلقى ما يأكله.. 

احمد عبده قوية بطلنا المحارب الذي نشأ ضمن أسرة فقيرة في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة عانت من الحرب، تتكون أسرته من سبعة ذكور واثنتان من الاناث أصغرهم احمد ، والمعيل الوحيد لهم اباه عبده الذي يعمل كأجير في صيد الأسماك وبدخل غير منتظم ومحدود جدا لا يكفي قوت عائلته. 

(يقول والد أحمد : انا هنا مع عائلتي في وضع سيء جدا أحاول العمل لكي اجلب قوت يومي لي ولأسرتي ولكنني مع الأسف لا أجد من عملي الا القليل)

لم يختر عبده خيار العيش في المخيمات بإرادته بل قادته الظروف لذلك وذهب ضحية أزمته المعيشية وكاد المرض ان يغيب الطفل احمد عن الحياه لولا لطف الله وانقذ حياته بواسطة فرقنا التطوعية التي تتجول في مخيمات النازحين والتقيت بأحمد وعائلته وتم معاينة الطفل وتحويله الى مركز القطابا لعلاج سوء التغذية الذي تشرف عليه التواصل للتنمية الإنسانية ، تمت معاينه أحمد من قبل الطبيب المختص في المركز ، بعدها تم إدراجه ضمن برنامج معالجة حالات سوء التغذية للأطفال وتم إمداده بشكل دوري بالأغذية العلاجية ومتابعه حالته الصحية بشكل دوري للتأكد من خلوه من اي أمراض قد تصاحبه خلال فترة المتابعة عبر اخصائي اطفال وإجراء اي فحوصات مخبرية وصرف الأدوية مجانا من المركز الصحي ، إضافة إلى  صرف سلال غذائية شهرية لأسرة أحمد و عمل دورات توعوية للأمهات بالممارسات الصحية الصحيحة لحماية الاطفال من سوء التغذية . 

عقب مرور خمسة أشهر من العلاج والمتابعة الطبية المستمرة استجاب جسد احمد وبدأت تظهر عليه علامات التحسن والنشاط بشكل أقرب مايكون لطفل بعمره، يضحك ويبتسم وتمكن من الوقوف على قدميه وعاد جسده الى وضعه الطبيعي كأي طفل آخر وهذه التطورات ملأت قلب عائلته بالسعادة . 

رغم المآسي التي يعيشها النازحون وفي الوقت الذي بقي الصراع اليمني مستمراً وانهار الاقتصاد

الأمر الذي عَرض اكثر من 66٪ من العائلات في اليمن إلى حاجه ماسة للمساعدات الإنسانية ، نعمل في مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية لصناعة فارق ولو كان بسيط لرفع مستوى الامل عند الأسر والافراد الذين هم بحاجه للمساعدة بوقوفنا بجانبهم ودعمهم.